للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقره، فهذا دخل في السنة التي ينبغي نحن أن نتمسك بها لا نفرق بين قوله وبين فعله وبين تقريره.

يأتي هنا بعد هذا البيان للسنة بيان لشيء جاء ذكره في حديث الفرقة الناجية ..

الآن الوضع طبيعي والحمد لله الجو طيب.

قال عليه السلام وأرجو أن تتذكروا معي قوله لما سؤل عن الفرقة الناجية، قال: «ما أنا عليه وأصحابي» لم يقتصر على قوله: «ما أنا عليه» أي: ما هوعليه من السنة القولية والفعلية والتقريرية، أضاف إلى ذلك: «وأصحابي».

إذاً: لا نستطيع أن نغض الطرف عن ما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لماذا؟

إذا تأملتم في القسم الثالث من سنته عليه السلام وهو أن يرى غيره يعمل عملاً ويأتي فعلاً ثم يقره، صار هذا الشيء من السنة، من الذي كان يعمل هذا العمل، هو غيره عليه السلام، هو أصحابه.

إذاً: لا يستطيع المسلم أن يعيش حياة إسلامية صحيحة إلا بأن يعرف سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويعرف ما كان عليه أصحابه.

ومن هنا تعرفون معي أهمية ما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه الذي قال فيه: «وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! أوصنا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن ولي عليكم عبد حبشي؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً».

اربطوا الآن بين هذا القول وبين الآية السابقة: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: ١١٨ - ١١٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>