للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهي، أي: لا هو يسمع ولا هو يرى ولا أي شيء، هنا اشتد النزاع بين أهل الحديث وبين الأشاعرة والماتريدية؛ لأن هؤلاء عندما يقولون: كلام الله غير مخلوق يعنون: الكلام النفسي، يعني: يعنون ما يشبه العلم الإلهي المستقر في الذات الإلهية سبحانه وتعالى، لا يعنون ما يعنيه الحديث وما يعنيه القرآن.

لو أراد الإنسان يحصر الآيات لربما بلغت المئات التي فيها مخاطبة الله عز وجل لبعض خلقه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: ٣٤]، قال لإبليس: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] قال: قال! ما هذا الكلام؟ ! عند أهل الحديث عرفتم، يعني: ربنا يخاطب آدم .. يخاطب الملائكة .. يخاطب إبليس في لحظة معينة، وإذ هذه ظرفية في اللغة العربية، في ظرف معين ربنا قال للملائكة: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة: ٣٤].

أما الذين يقولون بالكلام النفسي ولا يقولون بالكلام اللفظي فهؤلاء يقولون ومن عجب ما يقولون ربنا عندما قال لموسى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: ١٧] منذ الأزل ربنا يقول: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: ١٧] فهذا خلاف الحقيقة يؤدي إلى إنكار معجزة القرآن؛ لأن المعتزلة يقولون صراحة: هذا مخلوق.

الأشاعرة والماتريدية مع أهل الحديث لفظاً مع المعتزلة عقيدةً؛ لأنهم لا ينكرون العلم الإلهي القائم في ذات الله عز وجل وشبيه ما اختلقوه من الاسم الكلام النفسي، خلاف الواقع يعني: مع الأسف على عكس ما تسمعون تماماً من بعض المحاضرين والدكاترة المعاصرين أن الخلاف يا أخي في الفروع وليس في الأصول! هذا في الواقع إذا ما قلنا: تضليل فهو جهل عميق بالشريعة

<<  <  ج: ص:  >  >>