للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك مسائل كثيرة وكثيرة جداً ليس من السهل على عامة الناس أن يدركوها كهذه المسألة، أنتم تعلمون أن الخلاف القديم الذي أثاره المعتزلة خاصة في زمن دولة المأمون العباسي.

هذا القرآن هل هو كلام الله، أم ليس بكلام الله؟ فأهل السنة كلهم يقولون: القرآن كلام الله، المعتزلة يقولوا: لا، هذا القرآن كلام الله لكن كلام الله مخلوق يعني: ليس هو بكلام الله عز وجل، هنا الآن تظهر الدقة في الموضوع؛ لأن مذاهب السنة الثلاثة الآن يلتقوا لفظاً ويختلفون معناً، أهل الحديث يقولوا: كلام الله صفة من صفات الله ويستحيل أن يكون مخلوقاً، وهو كلام مسموع تسمعه الملائكة .. تسمعه الرسل .. لأن الله يقول مثلاً الذي قال في حق موسى: كلم الله موسى تكليماً، قال له لما كلمه تكليماً: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: ١٣ - ١٤] فإذاً: قال له: استمع، أي: كلام الله مسموع.

ويعبر عنه علماء الحديث أهل السنة حقاً بأن كلام الله أحرف وهذا ما صرح به عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألف لام ميم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف» فكلام الله عند أهل الحديث مسموع عند المصطفين الأخيار، وله أحرف.

أما عند المذهبين الآخرين من أهل السنة فكلام الله عندهم ليس بحرف ولا هو مسموع ويعبرون عن هذا النفي بعبارة مثبتة في زعمهم كلام الله نفسي، ويقولون بالكلام النفسي أي: الكلام النفسي في تعبيرهم تماماً كالعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>