للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث وعلم الآثار.

والله أكبر الله أكبر.

علم الحديث يتضمن علمين اثنين، أحدهما يعرف بعلم مصطلح الحديث والآخر علم الجرح والتعديل، علم مصطلح الحديث عبارة عن قواعد علمية جمعها علماء الحديث مع مرور الزمن ودوَّنوها وصنَّفوها وذلَّلوها وبيَّنوها للناس؛ حتى يتمكنوا من تمييز الصحيح من الضعيف من الحديث، فما هو هذا؟ هو العلم الثاني علم الجرح والتعديل.

علم الجرح والتعديل يدور حول معرفة تراجم الألوف المؤلفة من رواة الحديث والسنة، لعلكم جميعاً تعرفون شيئاً يعرف عند علماء الحديث بالإسناد، الإسناد هو عبارة عن سلسلة من الرجال يأخذ بعضهم عن بعض، يبدأ الصحابي ينقل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، التابعي عن الصحابي، تابعي التابعي عن التابعي، وهكذا دواليك؛ حتى دُوِّنت هذه الأحاديث بهذه الأسانيد في كتب السنة المعروفة والتي عددها ما شاء الله يجاوز الألوف المؤلفة، لكن أشهرها هي الكتب الستة وهي المتداولة اليوم على أيدي علماء السنة.

هذا الإسناد مركب من رجال، هؤلاء الرجال يُعَدُّوا كما قلنا الألوف المؤلفة، كل رجل منهم له ترجمة في كتب الجرح والتعديل يبينون متى كان هذا الراوي، ومتى ولد، ومتى عاش، ومن هم شيوخه، ومن هم تلامذته الآخذون عنه .. وهكذا. يضاف إلى ذلك هل هو ثقة، هل هو عدل، هل هو فاسق، هل هو حافظ، هل هو سيء الحفظ، كل هذه الأوصاف وغيرها أيضاً مذكورة في هذا العلم علم الجرح والتعديل، وكلكم في ظني يعرف بأن الأحاديث الموجودة في بطون الكتب والمتداولة على ألسنة الناس فيها ما صح وفيها ما لم يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>