للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تماماً، والوصف الثاني وهذا أعز وأندر قال -عليه السلام- في مناسبة أخرى قال: «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» الإفساد بحر لا ساحل له، كل هذه القرون والسنة تُفْسَد والبدعة تحيا، وهكذا، فالذي يريد أن يصلح ما أفسد الناس ينبغي أن يكون كما قلنا آنفاً: أولاً متمكناً متضلعاً في معرفة الكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح، ثانياً: أن يكون مخلصاً لله -عز وجل- في عمله، أن لا يكون موظفاً؛ لأن الوظيفة كما نشاهد في كل البلاد الإسلامية هي غِلٌ هي طوقٌ في عنق الموظفين لا يتحركون إلا في حدود هذا الطوق إن كان مشدوداً أو كان مرخياً كالفرس يمد لها في المقود فيتحرك في حدود هذا المقود، إن كان قصيراً كانت الدائرة التي تدور فيها وتأكل فيها قليلة جداً وإن مد لها توسعت وهكذا، فلذلك فنحن الآن في غربة مضاعفة الأشكال والألوان، غربة من حيث أن المسلمين لا يعملون بإسلامهم الذي لا يزال معروفاً لديهم وأنه من الإسلام وأنه ليس فيه اختلاف، مثلاً تبرج النساء،

والحمد لله فيما أعلم أنه لا يوجد هناك علماء يبيحون تبرج النساء، لا يوجد هناك أحزاب إسلامية يبيحون تبرج النساء، لكن هذا التبرج واقع، ففي هناك أحكام والحمد لله كما أنزلت، مع ذلك فهي متروكة، لكن أخطر من هذا أحكام قلبت ظهراً لبطن، وغير الحكم الشرعي فيها، هذا هو المهم وهذا هو الذي ينبغي أن يهتم علماء المسلمين الناصحين بتغييره، وهؤلاء هم المقصودون بالحديث الثاني: الغرباء «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي»، ونحن نشاهد والحمد لله أنه يوجد في العالم الإسلامي ما

<<  <  ج: ص:  >  >>