للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: ٢٩]، فنحن نعرض دعوتنا كما أنزلها الله -عز وجل- صافية منقاة عن كل دخيل على مر هذه السنين الطويلة ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، لأنه الحقيقة هذا الأمر يحتاج إلى جهود جبارة، ومن علماء كبار وفحول عاشوا حياتهم في دراسة الكتاب والسنة حتى يتمكنوا من تصفية الإسلام مما دخل فيه سواء في العقائد أو سواءً في الأحكام الفقهية أو في السلوك والأخلاق، أو في تمييز الأحاديث الضعيفة من الموضوعة إلى آخره، هذه التصفية من كل هذه الجوانب المتعلقة بالإسلام، هذه في الحقيقة تحتاج إلى علماء كبار، وكثيرين منبثين في العالم الإسلامي، ومع ذلك فهؤلاء كما قال الشاعر:

وقد كانوا إذا عُدُّوا قليلاً ... فصاروا اليوم أقل من القليل

وعلى هذا فطالب العلم من أمثالنا يقنع بأن يفهم هو في نفسه أولاً هذا الإسلام وأن يطبقه في نفسه -أيضاً- في حدود الإمكان، ثم ينقل هذه الدائرة من نفسه إلى من حوله إن كان له زوجة فزوجته، إن كان له منها أولاد فأولاده، إن كان له جيران فجيرانه إن كان له أصحاب وهكذا، كالحصوة تلقى في الماء الهادئ فتعمل أيش الدائرة الأولى والثانية والثالثة حتى تضيع الدوائر بسبب سعة الانتشار، هكذا انتشر الإسلام في الأول، والرسول -عليه السلام- يقول: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء»، من هم الغرباء؟ لقد جاء تفسير الرسول -عليه الصلاة والسلام- في عدة مناسبات صح منها مناسبتان: مرة سئل -عليه السلام-: من هم الغرباء؟ قال: «هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم»، وهذا الوصف منطبق الآن

<<  <  ج: ص:  >  >>