للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: لا يا أخي، أولاً: لا يجوز المبادرة مبادرة المسلم إلى تكفير المسلم؛ لأنه التكفير من أخطر الأمور هذا أولاً، وثانياً من أصعب الأمور، ولا يستطيع أن يتقدم إلى الحكم على إنسان بأنه كفر إلا من كان متمكناً في الكتاب والسنة معرفة وعلماً، هذا أولاً ثم كان من الذين عرفوا برباطة الجأش وعدم الاستسلام للهوى، الذي إذا تغلب على صاحبه أعماه عن أن يبصر الحق الذي جاء به الشرع، هذا من جهة، من جهة أخرى ليس هناك يا أخي فائدة تذكر من وراء إعلان التكفير لزيد أو بكر أو عمرو، سواءً كانوا من الحكام أو كانوا من المحكومين؛ لأنه نعود نحن إلى الأصل الذي لفت نظرك إليه، نحن الآن ضعفاء، فنحن الآن في موضع يتوجه إلينا قول ربنا -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥]، أما لما بدك تعلن: (فلان كافر فلان كافر حينئذٍ هذا يجب أن يكون معه هذا سيف أن يدعو هذا الكافر فيتوبه فإن تاب وإلا قتل)، أين نحن وأين هذا الحكم، ولذلك ما ينبغي أن ندندن حول التكفير، بل حتى أقول وحتى حول التضليل، لسنا نحن في موقع القوة حتى التضليل الذي هو أيش دون التكفير؛ لأننا إذا ضللنا غيرنا عاد هؤلاء فضللونا، بل إن كفرنا غيرنا عاد هؤلاء بتكفيرنا، بل هم يكفروننا وعلى الأقل يضللونا ونحن لا نكفرهم ولا ..

لماذا؟ لأنهم ينظرون هم من فوق، وينظرون إلى أننا ضعفاء، ولذلك ما ينبغي نحن نفكر في موضوع التكفير، بل حتى ولا موضوع التضليل، وإنما كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣]، وقال -عز وجل-: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>