السلف الصالح، حينذاك ستجد نفسك تميل إلى رأي هذا العالم واجتهاده ولا تلتفت إلى رأي العالم الأول، وحينئذٍ يزول الإشكال من نفسك، هذه صورة وهي واضحة جدًا.
وإذا افترضنا أن كلًا من العالمين استدلا بدليل كما جرى في الأمس القريب عند الشيخ البنا بعضكم أظن كان حاضرًا حينما تناقشنا مع أحد الأساتذة الأفاضل حول القراءة وراء الإمام للفاتحة في الصلاة الجهرية، فالسامعون يسمعون فما اطمأنت إليه النفس يأخذ به سواء كان مع زيد الحق أو مع عمرو، المهم ألا يكون صاحب هوى وصاحب غرض، وألا يكون كما جاء مرفوعًا وموقوفًا والراجح الوقف وهو على ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسنوا أحسنا وإن أساءوا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا، إذًا: يجب على عامة المسلمين أن يُوَطِّنوا أنفسهم على أن يعرفوا الحق مع من، ثم يتبعوه كل في حدود ثقافته وعقله وفهمه ولا يُكَلِّف الله نفسًا إلا وسعها.
الخلاصة: الخلاف لا يمكن القضاء عليه، كان في زمن الرسول واستمر إلى يومنا هذا، فلا تطلبوا المستحيل، وإذ الأمر كذلك فما موقف العامة؟ موقفهم كما شرحت آنفًا أن يَتَحَرُّوا الصواب، حينئذٍ شأنهم شأن المجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد، المهم: ألا يكونوا أصحاب هوى وغرض، وكفى الله.