شيء منها، وهو: أنك أيها المسلم مهما كانت ثقافتك قوية في الشريعة الإسلامية أو قليلة فإذا سمعت اختلافًا بين عالمين فتروى قليلًا انظر هل كل ممن يقال إنهما عالمان هما فعلًا من أهل العلم؟ وقد يكون هناك طالب ويظن أنه من العلماء، فيقول قولًا يخالف فيه العلماء فتصير المسألة فيها خلاف بين العلماء، لا، فإذا ثبت مثلًا بعد هذه الملاحظة أن هناك اختلافًا بين عالمين جليلين هنا يأتي التنبيه التالي:
إن كنت تستطيع أن تميز بين دليل ودليل فعليك أن تعرف دليل كل من العالمين، وأن تطمئن بالدليل الأقوى، أعني: أنه حتى عامة الناس عليهم أن يجتهدوا لكن الاجتهاد يختلف من شخص إلى آخر، كيف يجتهد مثلًا من كان عاميًا، أقول: اجتهاده بالنسبة إليه كالتالي:
يسمع من عالم فتوى تخالف فتوى الآخر فعليه ألا يقف عند الفتوى، هنا تظهر صور كثيرة وكثيرة جدًا: طلبت الدليل من أحدهما فقال لك: هذا رأيي وهذا اجتهاد، أو هذا مذهبي، وطلبت الدليل من الآخر، فقال لك مثلًا: قال الله قال رسول الله قال السلف إلى آخره، كما قال ابن القيم رحمه الله:
العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهًة ... بين الرسول وبين رأي فقيه
فإذا أنت سلكت هذا المنهج في محاولة التعرف على الدليل سيظهر لك الفرق بين القولين، قلت لك: أحدهما يقول: هذا رأيي .. هذا اجتهادي .. هذا مذهبي، هذا يقع أحيانًا، الآخر: يستدل لك إما بالكتاب وإما بالسنة وإما بعمل