مقدمة، والذي أتمناه لك أن تصبح أرضك هذه جنة خضراء باسقة الاشجار الكثيرة الثمار بحيث يصبح مكانك هذا مأوى للقاصدين للاجتماع للعلم، والعلم الصحيح المستقى من الكتاب والسنة، متذكراً بذلك رجلاً كان له أثر طيب جداً في القاهرة بصورة خاصة من المشايخ الكبار المشهورين في هذا الزمان مع فارق كبير بينك وبينه الآن، وفارق متباين سلباً وإيجاباً.
هو لما بدأ في طلب العلم كان عمره أربعين سنة، وأنت والحمد لله لست الآن تبتدئ في طلب العلم، فمن هنا يأتي الاختلاف بينك وبينه، لكن هناك أمر يوجد اختلاف آخر ومن نمط أتمناه لك أن يتحقق فيك وبطريقة خير من الطريقة التي تحققت له، حيث أن الرجل اليوم له من الأتباع ما يعدون الملايين، وهو كان داعية للسنة ولكني لا بد لي من بيان أن السنة التي كان يدعو إليها هي بمفهومه وبعلمه الذي كان استفاده من أزهره، ولعل الجميع يعلمون أن الأزهر لا يقدم علماً ناضجاً، علماً صحيحاً، ولذلك نرى أن الذين كان لهم قدماً راسخة في العلم الصحيح ما استفادوا ذلك من الأزهر كما يقولون الأزهر الشريف.
فهذا الرجل دخل الأزهر وعمره أربعون سنة لا يعرف شيء من القراءة والكتابة إطلاقاً، والذي حركه إلى ذلك - وهنا المشابهة التي أرجو أن تتحقق بينك وبينه من جانب - كان له بستان في القاهرة فكان يدعو أهل العلم من أهل الأزهر يدعوهم للنزهة وتغيير الجو في بستانه، وهو رجل طيب وكريم فكان يكرمهم وكان يشعر بأنه بحاجة إلى الاستماع إلى الأحاديث التي تجري بينهم، فكان يستفيد من طريقة إحضارهم لبستانه وإكرامه إياهم يستفيد منهم