من أن يجمع أكبر كمية ممكنة من السنة، بسبب تفرق الصحابة أولاً، ثم التابعين تفرقت السنة، ولكن بدأ التابعون يجمعون من هذا الصحابي ومن هذا الصحابي فلو اقتصر على أحاديث صحابي واحد لكانت الكمية قليلة، لكنه ضم إليها أحاديث الصحابة الثاني والثالث على حسب ما يتيسر له، ثم جاء دور أتباع التابعين، فاتسعت دائرة الجمع، ثم جاء دور أتباع التابعين وفيهم الأئمة الستة، أصحاب الكتب الستة، الإمام بخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
فهؤلاء بسبب سفرهم إلى البلاد التي كان الصحابة الأولون افتتحوها ثم تبعهم التابعون وهكذا، بسبب هذا الانتقال توفر لكل منهم ما شاء الله من السنة الكثيرة، كان أكثرهم الأمام أحمد رحمه الله؛ لأنه سافر في سبيل جمع الحديث إلى أكثر بلاد الدنيا يومئذ، وقد شهد له بالحفظ الإمام الشافعي علماً أن الإمام الشافعي من شيوخ الإمام أحمد في الحديث والتفسير والفقه الإمام الشافعي من شيوخ الإمام أحمد، لكن الإمام أحمد امتاز على علماء عصره بأن تفرغ كأبي هريرة تماماً، فلم يعمل بالدنيا وزخرفها، طاف في البلاد واتصل مع رواة الحديث، فجمع الألوف المؤلفة من السنة، شهد له بذلك شيخه الإمام الشافعي، فقال له يا أحمد: أنت أعلم بالحديث مني. الشيخ يقول لتلميذه: أنت أعلم بالحديث مني، فإذا جاءك الحديث صحيحاً فأخبرني به أو أعلمني به سواء كان حجازياً أو شامياً أو مصرياً أو .. أو .. إلى آخره، يشير إلى أن الإمام أحمد طاف وسافر إلى هذه البلاد وجمع من السنة ما لم يتمكن إمامه الشافعي أن يجمع، ولذلك قال له: أنت أعلم بالحديث مني.
الشاهد من هذا الكلام كله أن من أسباب اختلاف العلماء الأربعة الأئمة