للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموضوع كنت أقول لهم: انخلعوا أنتم من الانتساب إلى الحزب الفلاني والحزب الفلاني، وانخلعوا من الانتساب إلى المذهب الفلاني والمذهب الفلاني والمذهب الفلاني حينئذٍ نحن نقول: نحن مسلمون، أما وهذه الأسامي كلها تمثل تفرقاً في الأمة فكراً وواقعياً وتعصباً مذهبياً فلا علينا نحن إذا قلنا نحن نجمع هذه الانتسابات كلها في لفظة واحدة لا يستطيع أحد من أولئك إذا كان عالماً بالحق أن يماري بأن دعوة السلف الصالح هي دعوة الحق.

مداخلة: ما شاء الله.

الشيخ: ونستدل على ذلك بالآية المعروفة: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥]، وقوله عليه السلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»، وقوله عليه السلام: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة» وفي الرواية الأخرى التي حسناها: «هي ما أنا عليه وأصحابي».

إذاً: نحن مأمورون باتباع الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة.

أما الآخرون لا يشترطون هذا؛ لذلك قلت آنفاً: ما أحد منهم يقول: نحن على منهج السلف الصالح، لكن كلهم يقول في الأصول: أنا ماتريدي .. أشعري .. معتزلي .. في الفروع: أنا حنفي .. أنا مالكي .. أنا شافعي .. أنا حنبلي .. وأين مذهب السلف الصالح، والمسلم به عند العلماء قاطبة قولهم:

وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>