فبارك الله فيك، نحن يجب أن ندعو هؤلاء بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يهمنا التكفير والتضليل كما يغالي بعض الناس، لكن نبين لهم حقيقة الأمر أنه لا نجاة لهؤلاء المسلمين وتفرقهم إلا بالعودة إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، ليس فقط في العقيدة، وليس فقط في العبادة وإنما في السلوك .. ليس فقط في الغاية بل وفي الوسيلة أيضاً، وهم يختلفون معنا في هذا.
ولذلك فمن يعلن منهم أنهم أحرار في اتخاذ الأساليب في الدعوة مثلاً وهو يخالف الرسول في أسلوبه حيث أن الله عز وجل أدبه وأحسن تأديبه وقال مثلاً:{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}[الإسراء: ٧٤]، نحن نتخذ هذا الركون إليهم وسيلة لإصلاحهم فنجيز الدخول مثلاً في البرلمانات التي تحكم بغير ما أنز الله باسم ماذا؟ أسلوب الدعوة تقتضي ذلك في هذا الزمان:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ما هكذا بدأ الرسول عليه السلام دعوته وإنما على أساس:{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر: ٩٤]، نسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء الصراط، وماذا بعد ذلك؟
مداخلة: هو الأمر المهم الآن الذي وضحتموه وحسمتم الخلاف فيه: أن من دعى إلى تكتل وإلى حزبية وأصبح من الذين يفرحون بتحزبهم ويوالي ويعادي على إثر هذا الذي اتخذه لنفسه فهذا يكون خارجاً من دعوة أهل السنة والجماعة بل وبتعبير أدق من الفرقة الناجية.