للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت بارك الله فيك تكلمت بكلام يطابق الواقع تماماً .. هذه التكتلات لو كانت ما هي بهذا البعد عن منهج السلف الصالح .. التحزب هذا والتكتل وقد يقترن مع بيعة لرئيسهم فهذا مما يزيد في فرقة المسلمين فرقةً وتكتلاً وتحزباً وضعفاً، وهذا ما هو منصوص عليه في القرآن الكريم: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢].

ما يستطيع أحد مع الأسف الشديد أن يقول: ليس كل حزب بما لديهم فرحون، فواقعهم ينطبق عليهم تماماً هذه الآية، فرحون بتحزبهم ليسوا فرحين بعقيدتهم .. شتان! وأنا أقول ولا فخر: أنا أفخر بأن الله عز وجل يسر لي معرفة السلف الصالح علمهم وفقههم وسلوكهم، وأن أسعى لأكون على خطاهم أفخر أنا بهذا.

لكن لا أدعو إلى التكتل ولا إلى تجمع؛ لأن هذا يفرق جماعة المسلمين أكثر مما هم عليه متفرقون؛ لذلك قولهم نحن على السنة يكذبهم ابتداءً أن مثل هذا التكتل لا يعرفه السلف الصالح .. لا يعرفه الصحابة .. لم يكن في الصحابة من يقول: أنا بكري .. أنا عمري .. أنا عثماني .. أنا علوي .. إلا بعد أن ذرت الشيعة قرنها وبدؤوا يبثون سمومهم بين من جاؤوا من بعد الصحابة ولم يكن لهم تلك الشوكة إلا فيما بعد كما هو معلوم من التاريخ.

الآن هؤلاء يعيدون سيرة الفرق التي كان الرسول عليه السلام أشار إليها في الحديث السابق ذكره، والذي يحدثنا التاريخ ما فعلوا بالمسلمين من تفرق ناعم ثم من الكيد للمسلمين وقتل الحكام المسلمين ونحو ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>