للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي نؤمن به وندين الله به ثم لا علينا بعد ذلك استجاب الناس لدعوة الحق أو لم يستجيبوا! وإذا كان الله عز وجل يقول لنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: ٦]، فماذا يقال لنا نحن ونحن عندنا نقطة من بحر علم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -؟ فيقال لنا أضعاف أضعاف ما قيل للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.

لهذا ما ينبغي أن نفكر أن نقنع هذا وهذا، وهذا وهذا، وإنما أن نلقي دعوتنا وأن نقرنها مع حجتنا التي متعنا الله عز وجل أو أنعم الله بها علينا، ثم أن نمضي قدماً لنعمل بما علمنا.

بعد هذه الكلمة الموجزة أقول: حقيقةً لقد بدا لي في هذه السنين الطويلة وأنا أدرس الكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم بصورة عامة، وأدرس قواعد أو أصول علم البدع من ناحية ثانية، فقد بدا لي أن البدع في الغالب وهي التي يسميها الإمام الشاطبي بالبدع الإضافية لا يخلو بدعة منها أن يكون لها أصل عام في الكتاب أو في السنة، وأن مأخذ المبتدعة سواء كانوا من العلماء الذين اجتهدوا وذهبوا إلى تقسيم البدعة: إلى بدعة حسنة وسيئة، أو قسموها إلى الأقسام الخمسة التي يدور عليها الأحكام الخمسة، أو كانوا من طلاب العلم أو من عامة المسلمين، كل هؤلاء وهؤلاء، وهؤلاء لا يعدمون أن يحتجوا على بدعتهم بنص عام.

ثم يكون موقف أمثالنا من أتباع السلف الصالح أن يقولوا ولو بجملة مختصرة، وقد يحتاجون إلى تفصيلها وبيانها بياناً شافياً، أن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه، أو:

<<  <  ج: ص:  >  >>