وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
فحينما يحتجون على بدعتهم إنما يحتجون بنص عام، وما من بدعة من القسم الذي نقلت آنفاً عن الإمام الشاطبي أنه يسميه بالبدعة الإضافية إلا ويجدون على ذلك نصاً عاماً، وليس لنا حجة إلا أن السلف الصالح لم يعملوا بهذا الجزء مما يشمله ذلك النص العام.
ونحن نحمد الله عز وجل أنه لا يزال هناك كثير من السنن التي جرى عليها السلف الصالح اتباعاً لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .. لا يزال الناس حتى أولئك الذين يعملون بالعشرات بل بالمئات من البدع لم يبتدعوا في تلك السنن بدعاً إضافية، ولذلك فليس الآن كلامي مع هؤلاء المبتدعة؛ لأن كلامي إنما يتوجه إلى الذين هم معنا في عموم قوله عليه الصلاة والسلام:«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
أما الكلام مع أولئك فبحثه طويل وطويل جداً، فأنا وجدت أن كثيراً مما يفعله بعض أهل السنة وأهل الحديث من الأمور التعبدية إنما ينطلقون للعمل بها بنصوص عامة، ويكتفون في الاستدلال بها على ذلك، ولا يجدون لهم مأخذاً إلا مأخذ أهل البدع الذين نحن نتفق معهم على الإنكار عليهم، وكما يقال: إن أنسى فلن أنسى، كنت قرأت مقالاً في مجلة السلفية الجامعة السلفية التي في الهند نعم، لأحد علماء الحديث هناك .. يذهب في هذا المقال إلى جواز الدعاء بعد الصلاة جماعةً ويأتي باستدلال على ما ذهب إليه بما نحن في صدده الآن من الاستدلال بالعمومات، ونحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم الجوزية، وكل من سار على دربهم: أن الاجتماع على