الضابط؟ لا، شك أن هناك بعض الأمور قد نقل إلينا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من بعده لم يفعل ذلك، لكن هذا في الواقع قليل جداً.
تذكرون مثلاً في صحيح مسلم من حديث جابر فيما أذكر يقول بأنه لم يكن الأذان في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لصلاة العيدين، ولا الصلاة جامعةً أو نحو ذلك، فهذا نفي لما هو واقع اليوم في بعض البلاد يكون المسلمون مجتمعين في المسجد أو في المصلى الذي أحيي في بعض البلاد الإسلامية والحمد لله .. يكونون مجتمعين، فما تقام الصلاة وهم مجتمعون إلا ويقول قائلهم: الصلاة جامعة، أو ما شابه ذلك، مع أن هذا قد نص في الصحيح أنه لم يكن في زمن الرسول عليه السلام، فمثل هذا التنصيص لإنكار بدعة مخالفة للسنة نادر جداً في الواقع، فإذاً: ما هو الطريق لمعرفة أن هذا الجزء من أي نص عام ندعي .. أنه محدث بالرغم أنه داخل في النص العام؟
هو ما يعلم، أو ما يسمى عند العلماء بالاستقراء، وهذا الاستقراء بلا شك مما لا ينهض به، أو لا يمكن أن يتعرف عليه إلا أهل السنة بل أهل الحديث الذين يدرسون الحديث ويكون ديدنهم دائماً ليلاً نهاراً البحث في كتب السنة .. هؤلاء يتمكنون بسبب دراستهم للسنة بأقسامها الثلاثة: القولية والفعلية والتقريرية .. هؤلاء يستطيعون أن يقولوا: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفعل الشيء الفلاني، وهم لا يستطيعون أن يقولوا: ورد، بل ولا أن يقولوا: روي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يفعل هذا.
لكننا نعلم ذلك من تتبعنا لسيرة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولوجود قرائن هناك حينما .. هذه القرائن تتحدث حول عبادة ما، ثم لا نجد في هذه القرائن كلها ما يشعر بأنه اقترن بها هذا الجزء الذي شمله النص العام.