للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حينما قال الله عز وجل في هذه الآية {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: ٣٨] ما هي اليد المقصودة هنا؟ لغةً: سواء قطعت يد السارق من عند الرسغ، أومن عند المرفق، أومن عند الكتف، كل ذلك يد نوكل من طبق نص هذا القرآن بأي وجه من هذه الوجوه الثلاثة: الكف والذراع أواليد كلها عند الكتف، لغةً: طبق النص القرآني: يد فاقطعوا أيديهما لكن هل هذا شرع؟ الجواب: لا.

من تطبيق الرسول لهذا النص القرآني، أي: حينما قطع يد السارق لم يقطعها من عند الكتف، ولا من عند المرفق، وإنما من عند الرسغ.

من أين عرفنا هذا؟ من الصحابة، من هؤلاء النقلة الأمنة، هم الذين إذن نقلوا إلينا هذا الإسلام بكل تفاصيله التي أشرنا إليها ولوبكلمة مجملة. لذلك يقول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في شعره العلمي:

العلم: قال الله قال رسوله ... قال الصحبة ليس بالتمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهةً ... بين الرسول وبين رأى فقيه

كلا ولا جحد الصفات ونفيها ... حذراً من التعطيل والتشبيه

إذن العلم ما هو؟ قال الله، قال رسول الله، قال أصحاب رسول الله هذا الذي أردت أن أؤكد على مسامعكم ترداده دائماً مع الكتاب والسنة: الصحابة.

هذا إلى الآن قليل من الناس من ينتبه إلى هذا الضميمة التي أشار إليها ربنا في الآية السابقة: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥] فسبيل المؤمنين في مثالنا الأمثلة كثيرة وكثيرة جداً في مثالنا سبيل المؤمنين: قطع يد السارق من عند الرسغ، وليس من عند المرفق، ولا من عند الكتف، من فعل خلاف هذا فقد شاقق الرسول اتبع غير سبيل المؤمنين، فالآن كان السؤال: أن بعض العلماء وهذا بحث طويل جداً، لكن ما أريد أن أضيع الجلسة في هذا البحث؛ لأننا في صدد

<<  <  ج: ص:  >  >>