للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل ناصح أن يُوَجِّه النصح إليهم، وبصورة أخص نحن معشر السلفيين الذين يمثلون جانباً كبيراً من هذا العدد الضخم من المسلمين، ويفخرون بأن الله تبارك وتعالى قد فضلهم على كثير من المسلمين بأن يسر لهم فهم التوحيد الذي هو أصل النجاة في الآخرة من العذاب المقيم، هذا التوحيد الذي درسناه وعرفناه جيداً وتحققنا به عقيدةً، ولكني أشعر والأسف يملأ قلبي بأن ما ترون بأنفسنا حينما وقفنا عند هذه العقيدة ولوازمها مما هو معلوم من العمل بالكتاب والسنة وعدم تقديم غير كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -، لقد وقفنا هذا الموقف الواجب على كل مسلم من الفهم الصحيح للتوحيد، والعمل بما ثبت في الكتاب والسنة بما يتعلق بالفقه الذي تفرق إلى مذاهب شتى، وطرائق قدداً على مر هذه السنين الطويلة.

لكن يبدو وهذا ما كَرَّرته في مناسبات كثيرة أن هذا العالم الإسلامي بما فيه السلفيون أنفسهم قد شغلوا عن ناحية هامة من هذا الإسلام الذي تبنيناه فكراً، إسلاماً عاماً شاملاً لكل شؤون الحياة، ومن ذلك السلوك والاستقامة في الطريق، فكثير منا لا يتهم بهذا الجانب من الإسلام وهو تحسين السلوك وتحسين الأخلاق، ونقرأ في كتب السنة الصحيحة قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار» ونقرأ في القرآن الكريم أنه ليس من الخلق الإسلامي أن يختلف المسلمون وبخاصة نحن السلفيين بين أنفسهم لأمور لا توجب الخلاف والنزاع، نقرأ في ذلك قوله تبارك وتعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦].

وإن من المؤسف حقاً أن نسمع ليس فقط في البلاد الإسلامية أن المسلمين

<<  <  ج: ص:  >  >>