للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتفرقون إلى طوائف كثيرة، وأحزاب عديدة حتى وفي المعرفة القائمة بينهم وبين الكفار المستحلون لبعض الديار كإخواننا مثلاً الأفغانيين، فكلنا يعلم أنهم الآن في معركة مع الشيوعيين، لكن مع الأسف لقد انقسموا إلى طوائف، وما سبب ذلك إلا الإعراض عن بعض ما جاء في الإسلام من التوجيه إلى الاتفاق ونبذ الشقاق والنزاع، الآية السابقة صريحة في ذلك {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: ٤٦].

أقول: هذا الاختلاف وهذا النزاع لم يقف عند حدود البلاد البعيدة عنا، ولكنه قد وصل أيضاً إلينا نحن أنفسنا، ونحن السلفيين الذين نزعم أننا نتمسك بالكتاب والسنة الصحيحة، لا ننكر فضل الله تبارك وتعالى علينا، بما تفضل به من هدايته لنا إلى التوحيد وإلى العمل بما ثبت بالكتاب والسنة، ولكن أليس من الثابت في الكتاب والسنة ألا نتحاسد وألا نتباغض وأن نكون إخواناً كما أمرنا الله عز وجل في الكتاب، ونبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - في سنته؟ نعم.

ذلك مما عرفناه معرفة ولم نُطَبِّقه عملياً، وعسى أن نُطَبِّق ذلك وأن نسعى إليه حثيثاً.

من المؤسف أن هناك شيء من التفرق وشيء من التنازع، لأسباب تافهة جداً، ولذلك فيجب أن نضع نصب أعيننا ما يسمى اليوم في لغة العصر الحاضر بالتسامح الديني، لكن بالمعنى الذي يسمح به الإسلام، التسامح الديني قد توسع دائرته إلى حيث لا يسمح للإسلام، ولكن نحن نعرف التسامح بالمعنى الصحيح، وذلك لأننا إذا رأينا شخصاً من غير السلفيين فضلاً عما إذا كان من السلفيين أن له رأي خاص أو اجتهاد خاص، أو بل رأيناه فعلاً قد أخطأ في شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>