للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أخانا خالد بأن التفقه في الكتاب والسنة ليس أمراً سهلاً اليوم بعد أن ورثنا مذاهب شتى، وفرق كثيرة جداً في العقائد وفي الفقه، فلا يستطيع الطالب الناشئ أن يخوض في خضم هذه الخلافات إلا بعد زمن مديد وطويل جداً من دراسة ما يسمى اليوم بالفقه المقارن ودراسة أدلة المختلفين في الأصول وفي الفروع وهذا في الواقع يحتاج إلى عمر مديد أولاً، ثم إلى توفيق من رب العالمين ثانياً حتى يتمكن المسلم أن يحقق الله عز وجل له دعوته التي سنها لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما كان يدعو في بعض أدعية صلاة الليل: «اللهم! اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».

ولذلك فنحن ننصح شبابنا الناشئ اليوم على مذهب الكتاب والسنة بأن يتئدوا وأن يترووا وأن لا يصدروا أحكاماً يبنونها على بعض ظواهر الأدلة؛ لأنه ليس كل ظاهر ينبغي للمسلم أن يقف عنده، وإلا عاش في بلبلة علمية لا نهاية لها.

أظنك تعلم أن أقرب المذاهب إلى الكتاب والسنة هو مذهب أهل الحديث، وأنك تعلم أن أهل الحديث يعتمدون على رواية المبتدعة إذا كانوا ثقات صادقين حافظين، ومعنى هذا أنهم لم يحشروهم في زمرة الكافرين ولا في زمرة أولئك الذين لا يترحمون عليهم، بل أنت تعلم أن هناك في بعض الأئمة المتبعين اليوم، والذين لا يشك عالم مسلم عالم حقاً بأنه مسلم وليس هذا فقط بل وعالم فاضل ومع ذلك فقد خالف الكتاب والسنة وخالف السلف الصالح في غير ما مسألة، أعني بذلك مثلاً أن النعمان بن ثابت أبا حنيفة رحمه الله الذي يقول بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والذي يقول: لا يجوز للمسلم أن يقول أنا مؤمن إن

<<  <  ج: ص:  >  >>