الكتاب والسنة، لكن لا أخالف مذهبي، الأصل في هؤلاء أنهم مسلمون وأنهم لا يتقصدون البدعة ولا يكابرون الحجة ولا يردون البرهان والدليل، لذلك نقول أخطؤوا من حيث أرادوا الصواب.
وإذا عرفنا هذه الحقيقة نجونا من كثير من الأمور الشائكة في هذا الزمان، ومن ذلك جماعة الهجرة والتكفير التي كانت في مصر، وكانت نشرت شيئاً من أفكارها وكانت وصلت إلى سوريا يوم كنت هناك، ثم إلى هنا أيضاً وكان لنا هنا إخوان على المنهج السلفي الكتاب والسنة، تأثروا بتلك الدعوى الباطلة، وتركوا الصلاة مع الجماعة بل والجمعة، وكانوا يصلون في دورهم وفي بيوتهم حتى اجتمعنا معهم، عقدنا ثلاث جلسات، الجلسة الأولى ما بين المغرب والعشاء، وامتنعوا من الصلاة خلفنا، أعني: خلفنا نحن السلفيين، وما أردت أن أقول خلفي؛ لأني سأتحدث عن نفسي، كانوا يقولون نحن نعتمد على كتبك ومع ذلك لا يصلون خلفي؛ لماذا لأنهم لا يكفرون المسلمين الذين هم يكفرونهم، هذا في الجلسة الأولى، في الجلسة الثانية كانت في عقر دارهم، واستمرت إلى نصف الليل، لكن بدأت البشائر والحمد لله تظهر في استجابتهم لدعوة الحق حيث أذنا وأقمنا الصلاة وصلينا هناك قبيل نصف الليل فصلوا خلفنا، هذه الجلسة الثانية.
أما الجلسة الثالثة فقد استمرت من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، فترة واحدة، وكانت والحمد لله القاضية، وهم إلى اليوم معنا، وقد مضى على ذلك نحو اثني عشرة سنة، والحمد لله.
فما هي إلا شبهات جاءتهم من عدم فقههم في الكتاب والسنة، ولعلك تعلم