للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهاده، لكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً، كان أديباً منشئاً، لكنه لم يكن عالماً، فلا غرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيح، أما من ذكر معه مثل النووي وابن حجر العقسلاني وأمثالهم فهم ... من الظلم أن يقال عنهم إنهم من أهل البدعة، أنا أعرف أنهما من الأشاعرة لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنة وإنما وهموا وظنوا أن ما ورثوه من العقيدة الأشعرية، ظنوا شيئين اثنين، أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك وهو لا يقول ذلك إلا قديماً؛ لأنه رجع عنه، وثانياً: توهموه صواباً وليس بصواب.

هات مددك ...

مداخلة: يا شيخ .. كان السلف من منهجهم أن لا يحكموا على الرجل أنه من أهل السنة إلا إذا اتصف بصفات السنة، وأنه إذا ابتدع أو أثنى على أهل البدع يعد منهم، كما كان يقول السلف مثلاً، من قال إن الله ليس في السماء فهو جهمي.

الشيخ: يوجد شيء من ذلك، لكن لا تنسى ما قلته لك آنفاً، هذا لا يعني أنه ليس مسلماً، كما أن امتناع الرسول عليه السلام من الصلاة على الذي مات وعليه دين أو على الذي غل أو على الذي قتل لا يعني أنه ليس مسلماً، هذا يا أخي من باب التأديب كما سبق أن قلنا ذلك، هذا شيء آخر، الآثار السلفية إذا لم تكن متضافرة متواترة فلا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها منهج، عن فرد من أفرادها لا ينبغي أن يؤخذ من ذلك منهج، ثم يكون هذا المنهج خلاف ما هو معلوم عن السلف أنفسهم، أن المسلم لا يخرج من دائرة الإسلام بمجرد معصية أو بدعة أو ذم يرتكبه، فإذا وجدنا من يخالف هذه القاعدة لجأنا إلى تأويلها بما ذكرته لك آنفاً أن هذا من باب التعزير والتأديب.

<<  <  ج: ص:  >  >>