للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندنا في الإمام البخاري وما أدراك ما الإمام البخاري، بعض علماء الحديث ترك الإمام البخاري ولم يرو عنه، لماذا؟ قال: لأنه فصل بين قول من يقول القرآن مخلوق هذا ضال مبتدع كافر على حسب اختلاف العلماء في تعابيرهم، وبين من قال: «لفظي بالقرآن مخلوق»، الإمام أحمد ألحق من قال بهذه القولة لفظي بالقرآن مخلوق بالجهمية، وبناء على ذلك حكم بعض من جاؤوا بعد الإمام أحمد على البخاري بأنه لا يؤخذ منه لأنه قال قولة الجهمية، الجهمية لا يقولون لفظي فقط بالقرآن مخلوق، يقولون القرآن هو ليس كلام الله إنما هو مخلوق من خلق الله عز وجل.

فماذا يقال في البخاري الذي قال كلمة لفظي بالقرآن مخلوق، والمحدثون ومنهم الإمام أحمد، الذي يقول من قال هذه الكلمة فهو جهمي؟

لا يمكن أن نصحح كلاً من الأمرين إلا بتأويل صحيح يتماشى مع القواعد، وقبل أن أمضي، أنت أظن تفرق معي بين من يقول القرآن مخلوق، وبين من يقول لفظي بالقرآن مخلوق، أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: إذاً: بماذا نجيب عن كلمة الإمام أحمد من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي. ماذا نجيب عن هذا الكلام؟

لا جواب إلا ما ذكرته لك، تحذيراً من أن يقول المسلم قولاً يتخذ ذريعة لأهل البدعة والضلالة وهم الجهمية، فقد يقول قائل لتوريط من حوله لفظي بالقرآن مخلوق، وهو يعني نفس القرآن، لكن ليس ضروري كل مسلم يتكلم

<<  <  ج: ص:  >  >>