بهذه الكلمة يكون قصده ذاك القصد السيئ نفسه، فالآن الإمام البخاري هو ليس بحاجة إلى أن يزكى، فالله عز وجل قد زكاه حيث جعل كتابه بعد القرآن الكريم كله مقبولاً عند عامة المسلمين على ما بينهم من خلاف، فإذاً: هو حينما قال لفظي بالقرآن مخلوق عنى شيئاً صحيحاً، لكن الإمام أحمد خاف فقال: من قال كذا فهو كذا، إذاً: هذا من باب التحذير وليس من باب الاعتقاد أن من قال كذا فهو حقيقة جهمية، لا.
ولذلك إذا وجدنا في بعض عبارات السلف الحكم على من واقع بدعة بأنه مبتدع، فهو من باب التعزير وليس من باب الاعتقاد.
لعله يحسن ذكره بالمناسبة الأثر المعروف عن الإمام مالك لما جاءه سائل قال: يا مالك! الاستواء؟ قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، أخرجوا الرجل فإنه مبتدع. فهو ما صار مبتدعاً بمجرد ما سأله عن الجواب، لكن أراد أن يفهم شيئاً لكن خشي الإمام مالك أن يرمي وراء ذلك مخالفة للعقيدة السلفية، فقال أخرجوا الرجل فإنه مبتدع.
انظر الآن كيف الوسائل تختلف، هل ترى أنت وأنا وبكر وعمر وزيد .. إلى آخره، لو سألنا واحد من عامة المسلمين أو من خاصة المسلمين مثل هذا السؤال؟ نجيبه نفس جواب مالك ونلحقه [بذلك الرجل] فنقول: أخرجوا الرجل فإنه مبتدع؟
لا، لماذا؟
لأن الزمن اختلف، فالوسائل التي كانت يومئذ مقبولة اليوم ليست مقبولة؛