هؤلاء الذين أشرت إليهم هل يقرؤون فتح الباري أم لا يقرؤونه؟
أيما الأمرين افترض فهو خطأ بالنسبة إليهم، إن قيل لا يقرؤون، إذاً: من أين يفهمون صحيح البخاري شرحاً وفقهاً وخلافاً ومصطلحاً وحديثاً .. إلى آخره، سوف لا يجدون فيه الشروح عند البخاري في الدنيا كلها سلفية، لا يجدون سلفياً كما نريد نحن شرح البخاري، ثم إن وجد مشروحاً فسيوجد من شروح هي رؤوس أقلام فقط، أما هذا البحر الزاخر من العلم المتضمن والمفتوح على صاحب الفتح به عليه، كما لا يجدوا في أي كتاب من الكتب التي تولت الكلام على صحيح البخاري.
إذاً: هم سيخسرون علماً كثيراً، فإن كانوا يعنون أو يضمنون هذا الكلام تحذير الناس في جملة ما يحذرون أنهم ما ينتفعون من كلام هذا الإمام خسروا العلم مع أنهم بإمكانهم أن يجمعوا بين جلب المصلحة ودفع المفسدة كما هو شأن العلماء، الآن لا يوجد عالم في الدنيا من بعد العسقلاني ومن بعد النووي إلى اليوم يمكنه أن يستغني من الاستفادة من شرحيهما، هذا للبخاري وذاك لمسلم، ومع ذلك فهم حينما يستفيدون من كتابيهما هم يعرفون أنهم في كثير من المسائل أشاعرة ومخالفون لمنهج السلف الصالح، فاستطاعوا بعلمهم وليس بجهلهم أن يأخذوا من هذين الكتابين أو من صاحبها من العلم ما ينفعهم، وأن يعرضوا عما يضرهم ولا ينفعهم، فأريد أن أقول أنا أخشى ما أخشاه أن يكون وراء هذا الكلام المعسول هو التحذير من الانتفاع من كتبهم، وحينئذ فيه خسارة.
وإذا قالوا نحن ننتفع من كتابهما ونقرأهما ونقرئهما أيضاً، حينئذ ما فائدة هذا