الخالق، فأمر الحاكم المسلم المبايع من المسلمين يجب تنفيذه بهذا الشرط المذكور، وهذا معناه إذا أمر بشيء أصله في الشرع جائز ولكن هو رأى أن هذا الأمر الجائز الذي كونه في الشرع جائزاً يعني سواء عليك أفعلته أم تركته، إذا أمر به هذا الحاكم المبايع من قبل المسلمين كافة يصبح تنفيذ هذا الأمر واجباً، هذا تمام أمر الوالدين مع الولد، إذا أمر أحد الوالدين ولده بأمر أصله جائز في الشرع وجب على هذا الولد إطاعته وتطبيقه، الآن هذه الأحزاب وهذه الجماعات تسلقت وأخذت مرتبة الإمام الأعظم الذي يبايع من كل المسلمين، ومن هنا تزداد الشقة ويزداد الخلاف بين المسلمين؛ لأن أمير هذه الجماعة يأمر بخلاف ما يأمر أمير تلك الجماعة، وهكذا تزداد الفرقة بين المسلمين بسبب ما يسمونه اليوم بالتنظيم، وبسبب ما يسمونه بالتأمير المؤقت ولكنهم يرتبون عليه الأحكام المتعلقة بالأمير الذي هو الإمام.
وأنا أضرب لكم مثلاً يبين لكم الأثر السيئ الذي يزيد الخلاف خلافاً والفرقة فرقة، هنا في الأردن يوجد كما تعلمون جماعة الإخوان المسلمين فأصدروا قراراً بمقاطعة الألباني ومقاطعة دروسه هنا، وفعلاً كنا نرى أثر هذه المقاطعة حينما يمر أحدنا بمن كان إذا مر به أخ من الإخوان المسلمين بادره بالسلام أما بعد القرار فَيَزْوَرّ عنه وينحرف عنه ويعرض عنه لماذا؟ لأن القيادة اتخذت هذا القرار فيجب إطاعتها ولو ليس هناك سبب، كل السبب هو أن الألباني يدعو إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، وهذه الدعوة بلا شك تؤثر في بعض أفراد الجماعة وفعلاً هذا الشيء وقع، وأنذروهم لبعضهم وبعد ذلك إيش يقولوا جمدوهم؟