وأغرب من ذلك كله والمسائل كثيرة، وإنما المقصود التمثيل والتقريب: أن عمر الخطاب كان ينهى الرجل المسافر الذي لا يجد الماء أن يتيمم وإنما يظل هكذا بدون صلاة حتى يجد الماء، مع أن الآية أولاً في ظاهرها صريحة الدلالة:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[النساء: ٤٣] وبلغ عمر بن الخطاب أن أبا موسى الأشعري كان يفتي في زمن عمر بظاهر الآية: أن المسافر إذا لم يجد الماء تيمم، فأرسل خلفه قال: بلغني أنك تقول كذا وكذا؟ قال له: نعم يا أمير المؤمنين! ألا تذكر أننا كنا في سفر، وأننا أجنبنا فتمرغت أنت وأنا بالتراب ولما جئنا إلى الرسول عليه السلام وأخبرناه الخبر قال:«إنما كان يكفيك أن تضرب بكفيك الأرض ضربةً واحدة وتمسح بها وجهك وكفيك».
طيب! المفروض: ألا تذكر أن الرسول عليه السلام قال: «إنما كان يكفيك أن تضرب ضربةً واحدة وتمسح بهما وجهك وكفيك» قال: لا أذكر، قال هل أمتنع عن الفتوى؟ قال: لا، إنما نوليك ما توليت، يعني: كما يقولون اليوم: على مسؤوليتك على ذمتك، أنا لا أذكر القصة هذه، إنسان ليس أنت فقط تنسى هذا أمير المؤمنين نسي.
مداخلة: ... ما دليل عمر ... ما هو دليل عمر أنه عندما يأتي ...
الشيخ: دليله الأصل، الأصل الماء.
مداخلة: الأصل.
الشيخ: الأصل هو الماء، المهم: كل هذا الخلاف وأكثر بكثير جداً ما كان سبباً لتفريق الأمة المسلمة؛ لأن العلم يأخذ مجراه والأمة تبقى وراء علمائها من