كذلك ننصح الأمة بكل طبقاتها ممن ليسوا من العلماء ولا من طلاب العلم وإنما هم من عامة المسلمين عليهم أيضاً أن لا يتأثروا بمثل هذه الخلافات التي يرونها تقع بين بعض الدعاة؛ لأننا نقرأ في القرآن الكريم أن التفرق في الدين ليس من طبيعة المسلمين وإنما هي من صفة المشركين:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣١ - ٣٢].
في سبيل المحافظة على وحدة الصف وجمع الكلمة قال عليه السلام كما في صحيح البخاري في حق الأئمة الذين يُصَلُّون بالناس:«يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» إذاً: أنت أيها العامي الذي لا يدخل في قسم العلماء الذين ذُكِروا في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ}[النحل: ٤٣] هؤلاء العلماء وإنما يدخل في الطرف الثاني من الآية: {إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣].
فأنتم معشر المسلمين الذين لا تعلمون أي: لستم من أهل الذكر الواجب عليكم أن تسألوا أهل الذكر، وليس الواجب عليكم أن تتعصبوا لفرد من أفراد هؤلاء العلماء إلا رسول - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي كما وصفه الله عز وجل بحق:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٣ - ٤].
ينبغي أن نتذكر بهذه المناسبة أن أيَّ داعية أو أيَّ عالم لا يمكن أن نَدَّعي له العصمة ولا يمكن أن نَدَّعي له أنه بريء من أن يتبع هواه ولو في مسألة واحدة، ولذلك فلا تربط أيها المسلم مصيرك بفرد من أفراد العلماء أو بداعية من الدعاة لأمرين اثنين: