بشيوخهم وقد علا بعض هؤلاء فخططوا لمريديهم هذه الضلالة الكبرى ألا يتخذوا مع الشيخ أسوًة أخرى فقالوا دون خجل أو حياء: مثل المريد يتخذ شيخين كمثل المرأة تتخذ زوجين، ولذلك فقد استعبدوا المريدين وجعلوهم عبيدًا لهم بحيث كنا نسمع عن بعضهم بأنه لا يتصرف في شيء من شؤون حياته إلا أن يستشير شيخه، لقد اتخذوا شيوخ أسوًة أكثر من أصحاب الرسول للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ذلك لأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يسألونه فيما يتعلق بشؤون عباداتهم، أما في شؤون دنياهم في بيعهم وشرائهم وتجارتهم هل يذهبون .. هل يسافرون أم لا، فكانوا أحرارًا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان من كمال دعوته وتبليغه لشريعة ربه أن قال لهم:«ما أمرتكم من شيء من أمر دينكم فأتوا منه ما استطعتم، وما أمرتكم من شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم».
لقد أوضح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه أنه لم يأت ليعلمهم أمور الدنيا والسعي والضرب في الأرض في سبيل طلب الرزق وإنما جاء ليعلمهم ما يتقون الله تبارك وتعالى به من الطاعات والعبادات واجتناب المحرمات، أما شيوخ الصوفية فقد استعبدوا مريديهم استعبادًا كاملًا وأوهموهم أنهم عليهم أن يستشيروهم في كل شيء من أمور دنياهم فضلًا عن دينهم، فقد كان هناك أشخاص نعرفهم بأسمائهم لا يتزوج إلا برأي الشيخ ولا يسافر سفرة إلا برأي الشيخ، إن قال له سافر سافر، وإن قال له: لا تسافر لا يسافر، استعباد سبق أي استعباد كافر مهما سما وعلا؛ لأن الكافر يستعبدون الناس من الناحية المادية، أما هؤلاء فقد استعبدوهم من الناحية النفسية، فهم أذل من العبيد مع أسيادهم.
وأنا أقص لكم قصة فيها عبرة لمن يعتبر: أحد المشايخ هناك في دمشق الشام