وفي مسجد في سوق من أشهر الأسواق في دمشق اسمه سوق ... وفي مسجد اسمه مسجد ذهب عن ذهني .. في وسط سوق ... لعله يحضرني فيما بعد، قرر في الدرس القصة التالية:
أن أحد الشيوخ شيوخ الطريق قال يومًا لأحد مريديه: اذهب وأتني برأس أبيك، ففعل وجاء إلى الشيخ وهو فرح مسرور؛ لأنه نفذ أمر الشيخ، فما كان من الشيخ إلا أن تبسم في وجه مريده ضاحكًا، قال له: أنت تظن أنك فعلًا قتلت والدك؟ قال: أجل، قال: أنا آمرك بقتل أبيك، إنما أمرتك بقتل ذاك الرجل؛ لأنه صاحب أمك، أما أبوك فهو غائب ومسافر، قص هذه القصة والناس الجالسون كأنهم مسحورين، ما أحد ينطق بكلمة: كيف هذا يمكن أن يقال؟ ! الشيخ يقول للمريد: اذهب واقتل أباك وينفذ الأمر وإن كان في الباطل أباه ما قتله، ما أحد يتكلم بكلمة.
الشاهد: قص هذه القصة ثم بنى عليها حكمًا شرعيًا، قال: من هنا يؤخذ بأن الشيخ إذا أمر مريده بحكم يخالف الشرع في الظاهر فيجب إطاعته، لماذا؟ لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد، ألم ترو في القصة كيف أمر المريد بقتل الأب لكن تبين فيما بعد أن هذا صاحب الأم، وعلى ذلك لو رأى أحدكم الصليب معلقًا في عنق الشيخ فلا يجوز أن ينكر عليه؛ لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد.
وانفض الدرس، ونحن كنا يومئذٍ نصلي التراويح في مسجد على السنة ونجتمع في دكان لأصلح فيها الساعات، ونجتمع فيها بعد كل صلاة من كل ليل من رمضان، جاءني شاب من إخواننا فقص علي هذه القصة كان حاضرًا الجلسة، ولحكمة يريدها الله مر الشخص أمام الدكان وهو قريب لصاحبي،