بالله واليوم الآخر أن يتخذ في هذه الدنيا شيخًا واحدًا مهما سما وعلا .. مهما كان في ظنه عالمًا وصالحًا وإلى آخره، وإنما يكون كالنحلة تطوف على كل الأشجار والأزهار وتأخذ منها ما تخرج من بطونها ذاك العسل المشهود بأنه شفاء للناس، هكذا ينبغي أن يكون المسلم يأخذ من كل عالم ما عنده من علم كما كان علماء السلف رضي الله عنهم، فهم قد ترجموا لكثير من العلماء بأنهم كان لهم مئات الشيوخ أبو حنيفة مثلًا رحمه الله ذكروا في ترجمته أنه كان له ألف شيخ.
وأنا لا يهمني أن يكون هذا الخبر صحيحًا بالسند والرواية لكن هذا موجود، فإن الكتاب السابق: الروض النظير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير، أسلوبه فيه .. وهذا أسلوب فيه فن .. فيه إبداع ليحفظ أسماء شيوخه رتب أسمائهم على حروف ألف با .. حروف المعجم، وروى لكل شيخ من هؤلاء الشيوخ حديثًا واحدًا، كم عدد شيوخه؟ أكثر من ألف شيخ، هذا مسجل في كتاب اسمه: معجم الطبراني الصغير، أكثر من ألف شيخ روى عن كل شيخ في هذا الكتاب فقط حديثًا واحدًا، يقصد أن يحفظ ويجمع أسماء شيوخه، هو له ثلاثة كتب: معجم الطبراني الصغير، ومعجم الطبراني الأوسط، ومعجم الطبراني الكبير، الصغير والأوسط أسلوبهما واحد من حيث أنه رتب أسماء الشيوخ، لكن يختلف المعجم الأوسط عن المعجم الصغير فقط من حيث أنه يذكر في الأوسط للشيخ الواحد أكثر من حديث واحد، أما في الصغير فيذكر فيه حديث واحد فله أكثر من ألف شيخ.
هكذا كان العلماء سابقًا؛ لأنه في الحقيقة كل عالم يتميز عن غيره بعلم أو بخلق أو دين أو صلاح أو ما شابه ذلك، وأما المعجم الكبير وهو المعجم الثالث