للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا رأيناهم عملًا بعيدين عن ذلك فعلينا أن نترفق بهم وأن ندعوهم إلى أن يكونوا معنا في تطبيق ما ننتمي إليه جميعًا قولًا أن نجعله لنا منهجًا في حياتنا، ندعوهم كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥].

أما هذه الهتافات التي تتبناها بعض الجماعات فهذه في الحقيقة كما سبق من الإنكار السابق من التعارف فهو لم يكن في كل القرون، لا أقول في السلف الصالح فقط الذين هم حجتنا وهم قدوتنا فقط، بل حتى القرون التي جاءت من بعدهم لم تكن فيهم مثل هذه الهتافات، إنما هذه الهتافات قَلَّدنا فيه الغربيين والكفار والمشركين الذين ليس عندهم منهاج مُنَزَّل من الله تبارك وتعالى، فهم في كل يوم في بدعة بل في ضلالة، فعلى المسلمين أن يقتدوا فقط بما كان عليه السلف الصالح ولا يزيدوا على ذلك شيئًا، فهذه الهتافات تُذَكِّرني بعادة أخرى لبعض الناس إذا دخلوا مجلسًا كان هذا المجلس أو أهل هذا المجلس جلوسًا بحيث يمكن أن هذا الداخل يصافح كل فرد من أفراد الجالسين، فكلما سلم على فرد أتبعه بسلام آخر للفرد الآخر وهكذا حتى ينتهي من مصافحة الجالسين كلهم، هذه أيضًا بدعة وهو بدعة إضافية؛ لأن السنة أن المسلم إذا دخل المجلس يلقي سلامًا واحدًا: السلام عليكم .. السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن تيسر له مصافحتهم فالمصافحة سنة لقول بعض الصحابة: ما لقينا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا وصافحنا.

وهناك حديث في سنن الترمذي أذكره لتمام صلته بهذا الموضوع من باب كما يقال: نرمي عصفورين بحجر واحد، معناه يلتقي مع ما نحن فيه وإسناده ضعيف،

<<  <  ج: ص:  >  >>