لأنهم كما أشار السائل سَيَجُرُّونه، وكما قيل في المثل السائر: الصاحب ساحب، والرسول عليه السلام يقول:«لا تصاحب - وهذا معنى ذلك المثل - إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي» لا تصاحب إلا مؤمنًا يدلك عمله لسان حاله فضلًا عن لسان قاله على ما أنت بحاجة إليه من العلم والخلق والأدب الإسلامي.
من هنا يجب أن ... وهذا أهم من الأمر السابق: أننا لا نرى في الشباب المسلم أن يسافر من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر والفجور والفسق والخلاعة في سبيل أن يتعلم علمًا أقل ما يقال فيه: إنه ليس بفرض ولا واجب عليه، فيذهب إلى هناك فيتأثر بالمحيط الذي يعيش فيه بالعادات والتقاليد والأخلاق ويتأثر بما يرى من تبرج وفسوق وفجور علني، لا نرى لهؤلاء الشباب أن يذهبوا إلى تلك البلاد في سبيل تحصيل ما قد يكون جائزًا فيرجعون وهم قد خسروا شيئًا من دينهم أو قسمًا من ... وأخلاقهم، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:«أنا بريء من مسلم أقام بين ظهراني المشركين» وفي الحديث الآخر: «من جامع المشرك فهو مثله» من جامع: أي: خالط، وفي حديث ثابت:«المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما» وإنما نار كل منهما بعيد عن نار الآخر، كناية: انج بنفسك .. ابعد أن تجاور الكافر والفاسق؛ لأن الطبع سراق.
ولعله من المفيد أن نُذَكِّر بحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وربما البخاري أيضًا في صحيحه، حديث رائع جدًا، فيه إثبات ما قد يظن بعض من يدرسون علم النفس من الشباب المسلم دراسًة عصريًة مجردًة عن التأثر بالتوجيه القرآني والحديث النبوي يظن أن ما قرأه في علم النفس هذا من اكتشاف الأوربيين، من ذلك مثلًا قولهم: إن البيئة تؤثر سواء كانت هذه البيئة