للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في طريقه للقرية الصالحة، فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، كل من الطائفتين يدعي بأنه من حقه أن يتولى قبض روحه، ملائكة العذاب يعلمون منه أنه قتل مائة نفس بغير حق، فمن أولى بأن يقبض روحه إلا من ملائكة العذاب؟ ملائكة الرحمة نظروا إلى العاقبة وهي الخاتمة، وكما جاء في الحديث الآخر بغير هذه المناسبة: «إنما الأعمال بالخواتيم».

فأرسل الله عز وجل إليهم ملكًا يحكم بينهم، فقال لهم .. كأنه يقول: الحكم سهل .. قيسوا ما بينه وبين كل من القريتين فإلى أي القريتين كان أقرب فألحقوه بأهلها، فقاسوا ما بينه وبين القرية التي خرج منها وما بينه وبين القرية التي قصدها فوجدوه أقرب إلى هذه القرية الصالح أهلها بمقدار ميل الإنسان في أثناء مشيه، لأنه كان ما يمشي هكذا، وإنما ... إلى الأمام فتولته ملائكة الرحمة.

الشاهد: «اخرج من هذه القرية» فإنها قرية شِرِّيرة منها تعلمت سفك الدماء، وانتقل إلى القرية الصالحة، إذًا:

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي

(لقاءات المدينة لعام ١٤٠٨ هـ (٣) /٠٠: ١٤: ٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>