الشيخ: أنا خايف، انظر يا أخي، المسلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح، وأرجو أن لا يصرفنا تحمسنا نحن السلفيين للدعوة الإسلامية الحق أن لا يصرفنا ذلك إلى الوقوع فيما وقعت فيه الخوارج قديماً وحديثاً، من القول أن من كان سلفياً فهو مسلم وإلا فهو الكافر، أرجو ألا نقع في هذه المصيبة التي وقع فيها الخوارج قديماً وحديثاً؛ لأنها تنافي الشريعة التي قالت بلسان نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فكل من قال: لا إله إلا الله فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره إلا بشيء صريح مما هو داخل في باب إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، هذا أولاً، وثانياً: بعد تبليغه الحجة وليس هكذا التفكير على عماها، فنحن نعلم اليوم وجود طوائف كثيرة جداً، وكلهم يشهدون معنا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويصلون صلاتنا، ويستقبلون قبلتنا، ويصومون صيامنا، ويحجون بيت ربنا ..
إلخ، ومع ذلك فهم يختلفون عنا في قليل أو كثير ليس فقط من الأحكام التي تسمى بالأحكام الفرعية بل وفي كثير من العقائد الفكرية، ومع ذلك لا يجوز لنا أن نكفرهم، وإنما أولاً كخطوة أولى نكتفي بأن نقول: إنهم في ضلال مبين، لكن الضلال درجات، ثانياً: من أقيمت الحجة عليه من طرف رجل عالم بالكتاب والسنة ثم أصر هو بينه وبين ربه على المكابرة وعلى جحد الحقيقة التي تبينت له فهذا هو الكافر؛ لأن الكافر يتضمن معناه لغة، وشرعاً يتضمن معنى ستر الحق بعد ظهوره، ولهذا جاء في القرآن آية: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا