بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥] كم وكم من خطب الرسول عليه السلام لا نجد فيها مثل هذه الليونة، يا أحبابنا! وقد يوجد مثل هذه اللفظة ألفاظ أخرى قد لا أستحضرها الآن أجد في بعض الأشرطة التي أسمعها من بعض الدعاة إلى التوحيد هم مثلنا في التوحيد، لكنهم أيضاً يستعملون ألفاظاً ناعمة .. ناعمة، نحن نعرف أيها المسلمون، هكذا الخطاب أو نحو ذلك مما تواترت أو تكاثرت على الأقل النصوص في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
ولهذا نحن نلح دائماً وأبداً أن يكون منهجنا وسلوكنا على ما كان عليه سلفنا الصالح الذين يصدعون بالحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ومع ذلك فما كانوا أشداء على المخالفين ولا كانوا إلا مقتدين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي خاطبه ربنا عز وجل في القرآن الكريم بقوله تعالى:{وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: ١٥٩] فأصحابه لا شك أن لهم الفضل الأكبر في الاقتداء بالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في كل شيء، ومن ذلك أنهم لم يكن غليظاً في مخاطبة الناس.
وهنا شيء أيضاً لا بد من أن أُعَرِّج إليه: إن تزيين مخاطبة الناس على خلاف هذا المنهج النبوي والسلفي فهناك شيء أبعد عن الصواب حيث يتوهمون بعضهم على الأقل أن استعمال الشدة لا يجوز إطلاقاً، وهذا خطأ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي ذكرنا شيئاً من صفاته عليه السلام، ومن وصف الله إياه بالحكمة كان يستعمل الشدة أحياناً، لو استعملها أحدنا وكان متشبهاً في ذلك بنبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - لقال - واعذروني إذا ذكرت التعبير السوري؛ لأن هذا أقصد فيه أمرين اثنين، اللهجة