لكن بغير شروط قد يترتب من ورائها مخاصمة بين المؤجر والمستأجر، قال: ما رأيك ترد عليهم! هنا الشاهد الآن: قلت: والله ما أنشط للرد على هؤلاء؛ لأني أعتقد أن هؤلاء لا يفيد معهم الكلام؛ لأنه الحزبي الواحد منهم لا يستطيع أن يبدي رأيه مخالفاً لرأي الحزب وإن فعل فصل .. طرد عن الحزب، فليس عندهم الروح العلمية التي تسمح لكل فرد ولو كان على شيء من العلم أن يبدي رأيه.
قد يسمحون بإبداء الرأي لكن لا يسمحون بالتبني؛ لأن التبني عندهم لما يتبناه رئيس الحزب هو كالخليفة .. الخليفة الذي يحكم المسلمين جميعاً إذا تبنى رأياً هم يقررون أيضاً هذا أنه لا يجوز للمسلم مهما كان عالماً إلا أن يتبنى ذلك الرأي، هذا خطأ بلا شك وهذا أيضاً له بحث آخر.
لكن الخطأ تضخم عندهم حينما أعطوا هذه الصفة نقلوها من الحاكم للمسلمين جميعاً وهو الخليفة إلى رئيس حزب، فلا يجوز لأحد من المنتمين إلى هذا الحزب أن يتبنى خلاف ما تبناه.
فقلت: ماذا يفيد الرد عليهم؟ فما زال بي يحثني ويزين لي الرد أن هناك .. هو يقول عن نفسه: تعرفون الرجل أبو فواز الصالح، المقصود: فاستجبت له وكتبت رد وضممت في الرد أيضاً مقالاً يومئذٍ كنت قرأته في مجلة المسلمون التي كان يصدرها يومئذٍ الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله، لكاتب باكستاني أو هندي طبعاً مسلم فشملت المقالين ورديت عليهما، ويقولوا عندنا في الشام: راحت أيام وجاءت أيام وانطوت السنون وأنا لا أدري ما هو موقف الحزب من هذا الرد، هل تقبلوه وهذا ما أستبعده، طيب! هل ردوا عليه حتى أعرف أنا خطئي من صوابي، أيضاً هذا لم أعرفه.