وصلى في جوف الكعبة، وأرادت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن تقتدي بنبيها وزوجها فتصلي في جوف الكعبة، قال لها عليه السلام:«صلي في الحجر، فإنه من الكعبة وإن قومك لما قصرت بهم النفقة أخرجوا الحجر عن الكعبة»، قال
عليه السلام وهنا الشاهد:«ولولا أن قومك حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ولجعلت لها بابين مع الأرض؛ باباً يدخلون منه وباباً يخرجون منه».
فإذاً: هو عليه السلام ترك الكعبة على النقص الذي جددت بناءه العرب في الجاهلية، لماذا؟ قال:«لولا أن قومك حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة»، خشي عليه الصلاة والسلام من الذين أسلموا حديثاً أنه لو رأوا الرسول عليه السلام هدم الكعبة هاه! ما ترك لنا شيئاً حتى بيت الله الحرام هدمه؟ ! فإذاً الرسول عليه السلام قد سن لنا حكمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمثل هذه الكلمة الطيبة.
فإذا حضر رجل مشهداً أو موضوعاً فيه منكر فيه محدث لكي يصلح فهو يؤجر على ذلك، أما أنه لا يعلم أنه منكر ومحدث فلا شيء عليه، فهو ونيته كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. أظن أنك أخذت الجواب وزيادة.