الْحَسَنَةِ} [النحل: ١٢٥] هو هذا معناه، وأنا أقول بهذه المناسبة: كثير من إخواننا المتحمسين للإسلام الصحيح ينظرون إلى المسلمين الآخرين المنحرفين بجهلهم عن الكتاب والسنة نظرة ازدراء واحتقار وحقد وبغض دفين، مثلاً: كثير من المشايخ يجيزون الاستغاثة بالأولياء والصالحين، يجيزون ما دون ذلك من باب أولى التوسل بهم دون رب العالمين، يجيزون التردد إلى قبورهم والتبرك بالإتيان إليهم وإلى آخره.
وصنف آخر يحرمون اتباع الكتاب والسنة بحجة أن العامة لا يفهمون الكتاب والسنة، ويوجبون عليهم التقليد، فيكون موقف الآخرين الذين هم معنا على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح معاداة هؤلاء وبغضهم البغض الشديد بحيث إنه لا يمكن أن يلتقي هذا مع هذا، هذا خطأ، أنا أقول: هؤلاء .. ولا أتورع من أن أسميهم باسمهم هؤلاء ضالون عن الحق ولا إشكال في إطلاق هذا التعبير إسلامياً حين أقول إنهم ضالون عن الحق، فإن الله عز وجل أطلق على نبيه عليه السلام أنه حينما كان قبل نزول الوحي عليه يقول:{وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}[الضحى: ٧] فإذاً: هؤلاء الذين يخالفون الكتاب والسنة فهم بلا شك هم ضالون، أردت أن أقول: ما داموا كذلك فهم مرضى يجب أن نشفق عليهم، وأن نعاملهم بالرفق وندعوهم كما جاء في الآية السابقة:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥].
ولا نزال في هذا الموقف حتى يتبين لنا من أحدهم أنه مكابر ويجحد الحقائق، وأن الرفق واللين معه لا يفيد شيئاً حينذاك يأتي هنا قول ربنا عز وجل:{وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: ١٩٩] هات السؤال الذي بعده.