الإنسان أن يكون مصادما من الآخرين والمعارضين، فأنت اليوم مثلا إذا دعيت للتوحيد لن يخالفك أحد أما إذا اشتغلت بالسياسة فيخالفك ويعاديك ... إلخ هذا أكبر دليل أن الجماعة ككثير من أفراد الإخوان المسلمين يهرفون بما لا يعرفون ويتلفظون بما لا يعلمون، لقد سألت أكثر من مرة أن رئيس الإخوان المسلمين في الجزائر يقول لو كان الرسول عليه السلام اليوم في هذا العصر للبس الجاكيت والبنطلون وعقد الجرافيت، «الإنسان إذا تكلم بجهل فلا يقف أمام جهله شيء»، وهذا الكلام من هذا القبيل خلاصة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... }[النحل: ١٢٥] هذا هو المقصود {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... }[الأحزاب: ٢١] ورسول الله خوطب بقوله «فبهداهم اقتده» فالأنبياء كلهم بدؤوا بدعوة التوحيد، يعني هذا الكلام وأنا أقول إن نوح عليه السلام الذي لبث في قومه بنص القران ألف سنة إلا خمسين عاما ماذا فعل بهذه الألف سنة، هؤلاء الكلام هذا لو كانوا يعرفون ما يتكلمون به لكفروا وخرجوا عن الملة، لأنهم يخطِّئون الأنبياء بعامة ونوح عليه السلام بخاصة لأنه تميز على سائر الأنبياء بأن بارك الله عز وجل في عمره فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.
نحن نعلم أن الشرائع التي تقدمت شريعة الإسلام لم يكن فيها هذا الفقه الواسع الذي يشمل شؤون الحياة كلها، كان فقهاً يعني مبسطاً، ولذلك فنوح عليه السلام حينما أقام هذا العمر الطويل المديد المبارك إنما كان همه أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، هذا كلام ينافي هذا الكلام ولذلك فهم جهلة بالمرة وهم يسلكون الآن سنن الإخوان المسلمين الذين سيمضي عليهم قرن من الزمان