احتججت عليهم بأمور لا قبل لهم بردها، قلت لهم: يا جماعة -وهنا الشاهد- الآن بالنسبة للكلام الذي سمعناه آنفاً: الإسلام بكل ما جاء فيه هو لا بد من عقيدة أنت إذا أديت فريضة جردتها من العقيدة، لم تصنع شيئاً، إذا ابتعدت عن محرم ما لأن الله حرمه ما تعبدت الله بهذا الابتعاد وو ..
إلى آخر، ومن جملة ما قُلْتُ: لو كان هناك تفريق بين العقيدة وبين الأحكام لكان القول على العكس هو الأقرب إلى الصواب، ذلك لأن كل حكم يتضمن عقيدة فإذا عري هذا الحكم من العقيدة بطل، بينما ليس كل عقيدة يتضمن عملاً، فأنت تستطيع أن تعتقد ولا يلزمك أي عمل بالنسبة لهذه العقيدة، مثلا الإيمان بعذاب القبر وهم يشكون فيه ويقولون إن عذاب القبر غير ثابت لأنه ما في دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة، ولسنا طبعا بصدد إبطال دعواهم هذه أيضاً، المهم فأنت اعتقادك أن هناك عذاب قبر وأما ما في عذاب قبر، لن يغير شيء من منطلقك في حياتك في عملك، طبعاً في العاقبة لها تأثير لكن أريد تفريق بين الأحكام الشرعية، فكُلُّ حكم يتضمن عقيدة أنت تقول هذا حرام أي تعتقد أنه حرام، تقول هذا فرض أي تعتقد أنه فرض، وهكذا الأحكام الخمسة كما يقولون، فإذن الإسلام كله عقيدة هذه حقيقة، وهذه العقيدة حين ذاك لا بد أن تحفز صاحبها على التجاوب معها إن كان مجرد إيمان بالغيب آمن بالغيب، وإن كان إيماناً بحكم شرعي فهو يعمل به على ضوء ما تضمنه الحكم الشرعي، وضربت له مثلا كنت مما ابتليت هناك في دمشق مجادلة القاديانيين فمن جملة عقائد القاديانين الضالين أنهم يعتقدون أن ركعتي الفجر السنة هما واجبتان، فأنا أتخذ هذا مثلا أقول رجلان بعد أذان الفجر قاما وصليا ركعتين أحدهما بنية السنة وهذا هو الصحيح والآخر بنية واجب