في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ومعه دفتر صغير وقلم هكذا صغير جدا يكتب فيه خلاصات هذا الرجل الودود حقاً، لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقاً، لقيته في مسجد صهيب نحن خارجون من الصلاة سلمت عليه بطبيعة الحال سلم هو على استحياء لأنه ما يريد يخالف القرار، قلت: ليش هذا يا شيخ؟ هكذا الإسلام يأمركم؟ قال: سحابة صيف عما قريب تنقشع، راحت أيام وجاءت أيام كان جاء زارني إلى البيت ما وجدني، الخلاصة: تتبع الأخبار عرف أنه عندي نظام لما كان بيته تحت بالبلد، طرق الباب دخل أهلا وسهلا، قال أنا جئت إلى البيت وما وجدتك وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك من هذا الكلام، قلت له: أنا هكذا أعرفه لكن ما معنى المخاطبة هذه، قال: أنت كَفَّرْتَ السيد قطب، قلت له: أين كفرت؟ قال: أنت تقول أنه هو قرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير أولاً سورة الحديد، أظن وثانيا بقل هو الله أحد، قلت له: نعم، نقل كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن من قاعدتنا وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي:«لا نكفر إنسان ولو وقع في الكفر، إلا بعد
إقامة الحجة» فكيف أنتم تعلنون المقاطعة هذه، وأنا موجود بين ظهوركم؟ قلت له لما جئت اتبعت شخص يتحقق منه صحيح أنا أكفر السيد قطب كان معه يومئذ لما جاء أهل النظام أخونا علي السطري، قلت له السيد قطب هكذا يقول في سورة كذا، قام فتح في مكان آخر فيه بأنه رجل يؤمن بالله ورسوله وبالتوحيد، وآخر قلنا له يا أخي نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله، ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في مجلة