للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك من وضع النقاط على الحروف كما يقولون اليوم، لكن لا بد لي في ختام هذه الكلمة من لفتة نظر إلى أن كثيراً من الجماعات الإسلامية الأخرى التي تنتسب إلى أسماء، إما أسماء لجماعة معينة من الخلف، أوأسماء إلى حزب معين من الخلف، أو إلى أشخاص معروفين، أو نحو ذلك، هؤلاء كلهم يكادون يجمعون على إنكار استعمال كلمة السلف أو الانتساب إليهم كأن يقال: نحن أتباع السلف، أو الفرد الواحد من يقول: أنا سلفي، إنهم منكرون هذه النسبة، وفي اعتقادي أنهم لو يتنبهوا لمعنى هذه النسبة لما استطاعوا أن يبادروا إلى إنكار هذه النسبة لأن معناها الانتساب إلى السلف الصالح الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بالخيرية في الحديث المتواتر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، هؤلاء هم السلف، وعلى رأسهم محمد المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم، فَمَنْ مِنْ المسلمين يستطيع إذا ما تنبه لمعنى هذه الكلمة السلف أو السلفي المنسوب للسلف الصالح من المسلمين بعد هذا يستطيع أن يتبرأ من أن يكون تابعاً للسلف، وبالتالي من أن يكون بشخصه سلفياً، إنما يبادر إلى إنكار هذه النسبة أولئك الذين لا يعرفون قدر السلف وقيمة السلف والسبيل التي ذكرها ربنا في الآية الأولى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥].

لذلك نحن دعوتنا ليست محصورة في الكتاب والسنة، وهذا لا بد منه لكل مسلم، لكننا نضيف إلى ذلك، صيانةً لنا من أن ننحرف يمينا أويساراً، وأن نكون فرقة من الفرق الاثنين وسبعين، وكل هؤلاء لا يوجد فيهم لوضربنا مثلاً من أخطر الفرق الإسلامية الموجودة اليوم الحديثة على وجه الأرض كالطائفة

<<  <  ج: ص:  >  >>