للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما كنت في دمشق، كان هناك رسالة ألفها أحد شيوخ الطريقة الشاذلية وأصله مغربي، عنون الرسالة: لا إله الا الله، ما في أجمل من هذا، تدخل في الداخل قال: لا إله إلا الله: لا رب إلا الله، هكذا فسر الآية الكريمة، ولو أن كافراً قال: لا إله إلا الله بهذا المعنى الذي شرحه هذا الشاذلي ما أفاده شيئاً، لا في الدنيا ولا في الأخرى.

لماذا؟ لأن المشركين كانوا يقولون: لا رب إلا الله، لكنهم: {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} [الصافات: ٣٥].

إذن هم بعروبتهم الأصيلة كانوا يعرفون معنى كلمة التوحيد على الوجه الصحيح، ولكنهم معرفتهم هذه لم تغن عنهم شيئاً؛ لأنهم كفروا بهذا المعنى الصحيح، وعلى العكس من ذلك بعض المسلمين حينما يقولون: لا إله إلا الله، المشركون لا يقولون لا إله إلا الله؛ لأنهم إذا قالوا: لا إله إلا الله نافقوا، وهم يريدون أن يعلنوا، فهم يعلمون معنى لا إله إلا الله؛ ولذلك لا يقولون المسلمون لا يعلمون معنى لا إله إلا الله إلا القليل منهم، ولذلك فهم يقولون كلهم: لا إله إلا الله، لكن إذا أردت أن تبين لهم: أن ما تفعلونه من إتيان إلى الأولياء والصالحين، والذبح عندهم، والنذر لهم، والحلف بهم، والصلاة عند مقابرهم ... الخ: هذا كفر بـ: لا إله إلا الله؛ لأن معنى لا إله إلا الله ليس هو ذاك المعنى اللي ذكرناه عن الشاذلي: لا رب إلا الله، وإنما معناه: لا معبود بحق إلا الله تبارك وتعالى، وحينئذٍ حينما يفهم المسلم كلمة الشهادة، الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله، فهماً صحيحاً فيجب أن يطبقه تطبيقاً صحيحاً كما فهمه فهماً صحيحاً.

ومن هنا يظهر الفرق بين الذين يؤمنون بـ: لا إله إلا الله وبالمفهوم الصحيح

<<  <  ج: ص:  >  >>