النواحي وبعض الأشخاص، بل علينا أن ننظر عاقبة هذه الدعوة التي تنطلق مقرونة بالجهل بالإسلام، فالصوفية منذ القديم حتى هذا الزمن لها منافع ولكن شأنها في ذلك شأن الخمر المحرمة لها منافع لكن لها سيئات ولها آثام كثيرة.
نحن في دمشق كنا نرى حشدًا عظيمًا حول بعض كبار شيوخ الصوفية، وكنا نسمع ونعتقد أن ما نسمع ثابت وصحيح، أن كثيرًا من الفساق والفجار تابوا وأنابوا إلى الله من فسقهم وفجورهم بسبب هذا الواعظ الصوفي، فلا يمكن أن ننكر أن لهؤلاء الصوفية تأثيرًا في تقويم اعوجاج بعض الناس ولو بعض التقويم، ولكن ما عاقبة ذلك؟ عاقبة ذلك أنهم يصلحون من جهة ويفسدون من جهة أخرى، ماذا تتصورون من شخص فعلًا أناس تابوا وأنابوا بواسطة وعظهم ودرسهم إلى آخره، ولكن امتلأت أفكارهم بالانحرافات الخطيرة عن العقيدة الإسلامية الصحيحة.
مما وقع لي قديمًا يمكن من ثلاثين أو أربعين سنة: صلينا صلاة القيام في رمضان في مسجد مهمل من الصلاة؛ لأن المساجد الأخرى يصلون فيها صلاة القيام بعشرين ركعة في عشرين دقيقة! فكنا نصلي صلاة قيام في نحو ساعة من الزمان في حدود السنة التي نطيقها، ثم أذهب إلى دكاني حيث كنت يومئذٍ أصلح الساعات، فيكون اجتماعنا في ابتداء الدعوة في هذه الدكان، فجاءني أحد إخواننا فذكر لي بأنه حضر درس الشيخ فلان ولا بأس من تسميته؛ لأنكم تسمعون باسمه وهو: أحمد كفتارو والذي هو مفتي الجمهورية السورية الآن، وهو من قبل ورث خلافة المشيخة .. مشيخة الطريقة النقشبندية من شيخه محمد أمين، فكان هو خليفته من بعده، وكان يعطي الطريق لكل من يأتيه.
كان يدرس، فقال لي صاحبي: بأنه سمع الليلة درس الشيخ كفتارو يقول