يقص فيما قص عليه من القصص، وهو قصاص ماهر يأخذ بالألباب، يشبه إلى حد كبير مع اختلاف آخر بينه وبين الشيخ المصري كشك .. كشك واعظ خطير فعلًا يأخذ بالألباب، لكن مع الأسف علمه ممزوج بخرافات وأحاديث ضعيفة وموضوعة ونحو ذلك، هذا كذلك يعني: علمه منحرف عن السنة تمامًا، وهو صوفي وشيخ طريقة ويكفي، لكن له أساليب يسيطر فيها على قلوب الحاضرين ويفيد في ذلك أحيانًا كما ذكرت، ذكر في الدرس .. صاحبي لا يزال يحدثني: ذكر في الدرس القصة التالية:
زعم بأن شيخًا من الشيوخ قال يومًا لمريد له: اذهب وأتني برأس أبيك، وذهب وفصل رأس أبيه من بدنه وجاء إلى شيخه فرحًا مسرورًا، لم؟ لأنه أطاع شيخه ولو بقتل أبيه؛ لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد، فتبسم الشيخ ضاحكًا في وجهه قائلًا له: أتظن أنك فعلًا قتلت والدك؟ قال له: إذًا؟ ! قال له: لا يا مسكين! أبوك مسافر وهذا صاحب أمك، أنا آمرك بأن تقتل أباك؟ ! هذا غير معقول، لكن هذا صاحب أمك.
قص هذه القصة على ما فيها من ضلال وانحراف ليبني عليها ما يأتي: يجب على المريد إذا أمره الشيخ بأمر مخالف للشرع أن ينفذ هذا الأمر؛ لأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد ويعلم ما لا يعلم، ألا ترون كيف قال للمريد: اقتل أباك، وإذا به يظهر كل الطاعة للشيخ، لكن لم يقتل أباه، إنما قتل صاحب أمه، قص لي هذه القصة صاحبنا ونحن جالسون في الدكان بعد صلاة القيام، ربنا يرسل قريبًا له اسمه: أبو يوسف، وهو ابن خالته، مر أمام الدكان فقام صاحبي فناداه: يا أبو يوسف! انتبه فرجع القهقرى، وقف أمام الدكان فتذكر الوصايا التي كان يوصى بها أن هذا رجل وهابي .. هذا رجل خامسي .. مذهب خامس، لا يجوز معاشرته