للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا الدخول عنده وإلى آخره، فوقف بائسًا حتى أثر عليه قريبه وخضع لرغبته ودخل، ثم أخذ صاحبي يناقشه قائلًا له: كيف رأيت الدرس الليلة يا أبو يوسف؟ يعني: درس الشيخ، قال له: ما شاء الله! تجليات، هذا تعبير عند ... تجليات!

بعض إخواننا الظرفاء كان حينما يسمع مثل هذه الكلمة يقرن معها صفة أخرى يقول: تجليات بقلة! بقلة عندنا نصراني في باب شرقي شرقي دمشق هي حارة ومحلة النصارى، فهو بائع خمور وكاتب على لافتة بخط كبير: تجليات بقلة، يعني: الخمر، فيقولون بعض إخواننا حينما يسمعون: ما شاء الله تجليات، نعم تجليات بقلة!

قال له: طيب! ما رأيك فيما سمعت قصة الشيخ وأمره للمريد أن يقتل أباه؟ أخذا يتناقشان، صاحبنا لا يصح أن يقال إنه طالب علم، إنما هو مستمع، لا يستطيع أن يجول وأن يقول في هذا البحث، فكنت أنا وراء الطاولة التي أعمل فيها في التصليح، فقمت إليه يعني: وجدت أنه لا بد من أن أتدخل في الموضوع، حاولت خلاصة بما عندي من علم أن أبين له بأن هذا أولًا قصة باطلة ومُزَوَّرة تزويرًا فاضحًا، وثانيًا: هذه مخالفة صريحة للشريعة.

مثلًا قلت له: يا أبو يوسف الله يرضى عليك! كيف يدخل في عقلك أنه أمر بقتل هذا الرجل في الظاهر هو أبوه، لكن في الباطن الذي يعلمه الشيخ من هو؟ صاحب أمه، فهو إذًا زانٍ والزاني يستحق القتل، كيف يدخل في عقلك هذا التبرير وهذا التعليل من الشيخ، أولًا: إذا أمر هذا المريد بقتل هذا الرجل لأنه زانٍ فلماذا ترك أمه وهي زانية أيضًا، وهي محصنة، وهي تستحق القتل قولًا واحدًا، أما الرجل فيمكن أن يكون غير محصن فلا يستحق القتل، فهب أنه محصن لماذا أمر بقتل هذا وترك الأم الزانية، كيف يدخل في عقلك أن يكون هذا الكلام

<<  <  ج: ص:  >  >>