للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح؟ ثم هل للشيخ أن ينفذ الحدود الشرعية التي لا يجوز أن يقوم بها إلا وُلَاة الأَمر الحُكَّام؟

وأخذت أنصحه بهذه الأشياء وهو كالحجر الأصم لا يستجيب، أخيرًا قلت في نفسي: لا بد من أن أضرب، يقولون عندنا: على الوتر الحساس! قلت له: الآن يا أبو يوسف لو أن الشيخ أمرك بأن تقتل أباك، هل تستجيب له تقتله؟ هنا الشاهد، قال: أنا ما وصلت بعد إلى هذا المقام! ولى مدبرًا لا يعقب، ماذا تفهمون من هذا الإنسان؟ هو يصلي ويصوم وإلى آخره، وتوجيهات الشيخ المباركة يعني: هو مستفيد منها، لكن هذا ينتظر أن يصل إلى مقام إذا قال الشيخ له: اذبح أباك، يقول: حاضر ويستجيب.

إذًا: هؤلاء يصلحون من جهة ويفسدون أكثر من جهة أخرى.

فجماعة التبليغ ما يقرنوا دعوتهم بالعلم الصحيح المستند بالكتاب والسنة فضررهم أكثر من نفعهم، ولا يجوز تأييدهم على ما هم عليه، لهذا أنا أنصحهم دائمًا وأبدًا أن يجلسوا في المساجد، ويتعلمون أولًا تلاوة القرآن الكريم، لا يحسنون تلاوة القرآن، ثانيًا: أن يتدبروا القرآن وأن يفهموه، ثالثًا: أن يتفقهوا في السنة، هم شأنهم في هذا شأن جماعة الإخوان المسلمين، هذا حنفي وهذا شافعي وهذا مالكي وهذا حنبلي، وربما يكون فيهم الشيعي والرافضي، وإنما المقصود التكتيل والتجميع وكل من .. يقولوا عندنا في الشام: كل من على دينه الله يعينه! أما التحكيم إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].

(فتاوى جدة-أهل الحديث والأثر (٨) /٠١: ١٣: ٥٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>