ولو آية» هذه الفقرة الأولى، «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» هذه الفقرة الثانية، «ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» هي الفقرة الثالثة، السائل يهمه من سؤاله ما يتعلق بالفقرة الأولى من هذا الحديث، فهو يبني على هذه الفقرة وهي قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «بلغوا عني ولو آية» يبني عليه بناء شاهقاً جداً على أساس غير متين؛ ذلك لأن قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - واضح الدلالة جداً لا يختلف فيها اثنان وهي:«بلغوا عني ولو آية»، أولاً: ليس معنى الحديث: «بلغوا عني ولو آية» من القرآن فقط، بل الحديث أعم وأشمل من هذا المعنى، فهو يعني: بلغوا عني ولو آية التي هي جملة من القرآن أو من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا أحد يقول: إذا كان هناك رجل من عامة المسلمين كما جاء في السؤال ليس عالماً، لا أحد يقول: أن من كان ليس عالماً ويحفظ آية من القرآن حفظاً جيداً أو حديثاً صحيحاً عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا أحد يقول: أنه لا يجوز لهذا العامي أن يبلغ من لا يعلم، ومن لا خبر عنده بتلك الآية أو بذلك الحديث لا أحد يقول إلا بما دل عليه الحديث، فربط الحديث بالخروج المبتدع المنظم كما ذكرنا في ليلة سابقة أنه ثلاثة أيام أربعين يوم إلى آخره ربط هذا الحديث بذلك الخروج المقنن بقانون لا يعرفه المسلمون إلا في هذا العصر هذا في الواقع من باب تحميل حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ما لا يتحمل، فأنت يا أيها السائل إن كنت في أسوأ الأحوال من عامة المسلمين
لست عالماً ولا أنت طالب علم، لكنك تحفظ آية من كتاب الله ما أحد ينهاك أن تعلمها من لا يعلمها ولا يعرفها، كذلك إذا كنت تحفظ حديثاً من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا أحد ينهاك أن تبلغ هذه الحديث إلى من لم يعلمه أو لم يسمع به، هذا أمر متفق عليه، لكن ما لهذا الحديث وذاك الخروج الذي السائل ربما يعلم به وبتفاصيله أكثر مني، نحن قلنا لهؤلاء الإخوان الطيبين الذين يحرصون على الخروج ذاك الخروج الذي يسمونه في سبيل الله، اقعدوا في